الإنكار آلية تكيف فعالة تعمل مثل أغطية العين التي توضع على جانبي رأس الفرس، فهو يسمح للناس بتجاهل أحداث الحياة الصعبة والمؤلمة كأنها غير موجودة.
لدى المدمنين دافع أكبر لتبني الإنكار كآلية دفاعية لأنه يسمح لهم بمواصلة التعاطي وتأجيل علاج الإدمان لأطول فترة ممكنة.
لا يعيش كل المدمنين في حالة من الإنكار، وفيما بينهم يعكسون وعيًا متباينًا بمشاكلهم. يعترف الكثير من الناس بأنهم يواجهون مشكلة، ولكنهم يستخدمون الإنكار لتقليل تأثير إدمانهم على أصدقائهم وعائلاتهم أو على حياتهم المهنية أو أوضاعهم المالية.
- غالبًا ما يزداد الإنكار قوةً مع تفاقم حدة الإدمان. الأشخاص الذين ينكرون إدمانهم يستخدمون مجموعة متنوعة من الأساليب لتبرير تعاطيهم المخدرات أو شربهم الكحول أو التستر عليهما.
- هؤلاء لم يدخلوا السجن مطلقًا ولا طُردوا من وظائفهم ولا تعرضوا لحوادث سير. يقينًا يشير هذا لكونهم غير مدمنين.
- كثير من الناس يتبنون موقفًا مفاده أن مدمني الكحول هم فاشلون أو مشرَّدون من دون مأوى، أو أن مدمني المخدرات هم فاشلون يطلقون النار على المارة في الأزقة المظلمة أو المنازل المشبوهة.
- غالبًا ما يميل المدمنون إلى نسيان المشاكل التي صاحبت آخر مرة تعاطوا المخدر، سواء كان القيء أو الصداع الحاد أو أعراض الانسحاب المؤلمة.
- غالبًا ما ينطوي الإنكار على الإقلاع لفترة متقطعة. يظن الناس أنهم إذا استطاعوا الإقلاع وقتما يريدون، فإنهم ليسوا مدمنين.
- يتعلم المدمنون إلقاء اللوم على الآخرين مثل إلحاح الزوجات أو صراخ الأطفال أو المديرين الظالمين.
- قد يقلل الناس من حدة تعاطيهم بوصفها بكلمات بسيطة. قد يقولون مثلًا: "لم يتعدَّ الأمر كأسين مع الأصدقاء".
- الكذب أحد الأشكال الشائعة من الإنكار، ويُستخدم غالبًا لتقليل حدة الإدمان أو التستر عليه.
- غالبًا ما يقبع خلف الإنكار شعور بالذنب أو الخزي أو شكل آخر من المشاعر المؤلمة.
- يمكن أن يعيش الأصدقاء وأفراد العائلة وزملاء العمل في حالة من الإنكار أيضًا. بحسن النية قد يتستر المقرَّبون على المشكلة أو يخففون من حدتها، ما يُمكّن المتعاطي من الاستمرار في التعاطي دون مواجهة العواقب الوخيمة المترتبة على سلوكه.
- لا ينبغي أبدًا تأجيل العلاج أو تسويفه. قد يمنع العلاج المبكر العواقب الوخيمة مثل الطلاق أو إهدار الموارد المالية أو المشاكل القانونية أو الحوادث أو حتى الوفاة.
يعد اختراق جدار الإنكار الخطوة الأولى للتعافي، لكن هذا ليس بالأمر السهل. قد يعترف المدمنون أحيانًا بالمشكلة على المستوى الفكري، لكنهم قد يستغرقون أسابيع أو شهورًا من العلاج قبل أن يدركوا حقيقة إدمانهم في أذهانهم .
على أنه من المهم إدراك إمكانية اختراق العلاج لجدار الإنكار ووضع المدمنين على أول الطريق نحو حياة صحية ومُشبعة من دون تعاطي المواد المخدرة.